أرق

Reading Time: < 1 minute

لم أستطع النوم ليلتها من فرط التوتر. كان كل ما حولي يخبرني أني هالك لا محالة وأن عاقبة أمري هذه المرة لن تكون أفضل مما سبقها. أرقتني هذه الأفكار حتى أيقظتني منبهاتي الصباحية المزعجة التي أحرص على ضبطها يوميًا لكي ألحق بعملي في موعده. كثيرًا ما وددت الاعتماد على أشعة الشمس التي تدغدغ العينين، أو صياح الديك وزقزقة العصافير التي – كما في الروايات- تداعب الأذنين من خلف زجاج شرفة النائم، لكنني -ويا للبؤس- مضطر للاستيقاظ على أجواء أقل رومانسية بكثير من كل ذلك. استيقظت وشرعت في ممارسة مهامي اليومية حتى حدث ما أرّق نومي في الليلة السابقة ووقع ما كنت أخشاه. تحول النهار الصيفي المشرق فجأة إلى لون رمادي يقبض القلب، ممهدًا الطريق لليالٍ أحلك من سابقتها، لكنني -ويا للعجب- استلقيت على سريري مرتاح البال في الليلة التالية، لا لشيء سوى الشعور برفقة بعض من تطمئن له النفس في تجاوز عثرات الطريق ومسالكه المتعرجة. لست متأكدًا إن كانت هذه كثرة غلبت الشجاعة (الفردية)، أم وهم زائف قررت أن أصبّر نفسي به، لكنني، بالقطع، لم يكن النعاس ليجد طريقًا إليّ سوى من باب الطمأنينة هذا..لعله يتسع ولعلها تستمر.

#ميم_نون

#memenoon

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *